الخطب

خطبة تحرير السودان

خطبة تحرير السودان

الخطبة التي ألقاها الأمير : عبد المحمود أبّو بمسجد الهجرة بود نوباوي  بتاريخ 30 ديسمبر 2015 م

الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم

قال تعالى ” مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا  بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ” صدق الله العظيم

أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز

خطبة تحرير السودان

في هذا الأسبوع مرت بنا الذكرى الثلاثون بعد المائة لتحرير الخرطوم ؛ ذلك الحدث الذي بموجبه نال السودان استقلاله الأول ، وتحت راية الإمام المهدي عليه السلام توحد كل أهل السودان ؛ وأعلنوا الثورة على حكام الخرطوم الظالمين الراكنين إلى قوتهم والمستخفين بقدرات السودانيين حتى فوجئوا بالحصار الذي أطبق على الخرطوم من كل الجهات: الشيخ العبيد ودبدر وأولاده من الشرق،  والأمير عبدالرحمن النجومي وقواته من الجنوب الشرقي، والأمير محمد عثمان أبوقرجة وقواته من الجنوب ، والأمير حمدان أبوعنجة من الشمال الغربي،  والأمام المهدي عليه السلام ومركز القيادة من الغرب حيث عسكر في ديم أبي سعد، وفي اليوم الموعود يوم الإثنين 26 يناير 1885م كانت رايات الأنصار ترفرف في قصر غردون وعلت الأصوات حتى وصلت عنان السماء مرددة الله أكبر ولله الحمد وبهذا تطهّر السودان من دنس الاستعمار على أيدي فتية آمنوا بربهم وزادهم الله هدى.

            أولئك آبائي فجئني بمثلهم           إذا جمعتنا ياجرير المجامع

إن تسلسل الأحداث باختصار بدأ واستمر كالآتي:

أولا :

أعلن الإمام المهدي عليه السلام الدعوة في الجزيرة أبا في 28 رجب 1298ه 1881م  وفي رمضان من نفس العام هاجمت الحكومة الجزيرة أبا بعد فشل سفارة أبي السعود للإمام المهدي فمنيت بهزيمة منكرة ، وبعدها هاجر الإمام المهدي إلى قدير فلحق به حاكم فشودة راشد بك ومعه قوة قوامها 1700مقاتل فدمرت عن بكرة أبيها في آخر ديسمبر 1881م .

ثانيا :

حركت الحكومة جيشا جرارا بقيادة الشلالي فدمربكامله وكان عدد القتلى عشرة آلاف مقاتل وشهداء الأنصار كانوا مائتين بينهم السيد حامد أخو الإمام المهدي عليه السلام.

 ثالثا:

تحرك الإمام المهدي إلى الأبيض فحررها وقبلها حرر بارا وهنالك جاءته الوفود مبايعة من كل جهات السودان بل من خارج السودان وبعث رسله إلى الحجاز ووداي وسكتو وتونس وسوريا وغيرها من البلدان يدعوهم للتحرك لطرد الإستعمار ولنصرة الإسلام. رابعا: بعد هذه الانتصارات المتوالية اختار الخديوي توفيق بمساعدة من الحكومة البريطانيةِ ضابطا بريطانيا متقاعدا عرف بالكفاءة في حروب الهند والحبشة وغيرها ؛ هذا الضابط هو مورقان هكس تم اختياره ليقود حملة مصرية تركية ألبانية شركسية مع مجموعات أخرى من الأوربيين للقضاء على الثورة والدعوة المهدية وتتكون القوة من 15 ألف جندي شكلت 9 كتائب مزودة ب26

خطبة تحرير السودان

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى