البيانات

بيان حول ما يجري في ولاية الجزيرة

بيان حول ما يجري في ولاية الجزيرة

بسم الله الرحمن الرحيم

هيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد

الأمانة العامة

بيان حول ما يجري في ولاية الجزيرة

دخلت قوات الدعم السريع مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، وكالعادة غادر المواطنون المدينة حفاظاً على أرواحهم وسلامتهم وتحسباً من هجوم مضاد تقوم به القوات المسلحة كما يحدث في مثل هذه الظروف، وظهر بعض قادة الدعم السريع يطمئنون المواطنين بأنه لن يصيبهم أي أذى، ويطلبون من الذين نزحوا العودة إلى منازلهم وفي بعض المناطق تكونت لجان أهلية اتصلت بقيادة قوات الدعم السريع التي دخلت مناطقهم، وطلبت منهم عدم ترويع المواطنين وحماية ممتلكاتهم فوعدتهم بذلك كما حدث في الهلالية، والكاملين وطابت وغيرها.

ولكن الذي حدث كما بُث في مواقع التواصل الإجتماعي وأكده شهود في مواقع الحدث أن بعض القوات المنسوبة للدعم السريع توغلت في بعض مناطق وقرى الجزيرة وارتكبت بعض الاعتداءات على ممتلكات المواطنين وبعض الانتهاكات الأخرى وهذا أمر حول الحرب من حرب بين العسكريين إلى حرب يتضرر منها المواطنون الأبرياء الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل؛ ومهما تكن الظروف والملابسات نود التأكيد على الآتي

أولا:-

ادانة هذه الاعتداءات بأقوى العبارات، ونطالب قيادة الدعم السريع بوقف هذا العدوان الفظيع على المواطنين، ومحاسبة المتفلتين وبسط الأمن للمواطنين في المناطق التي تحت سيطرتهم

ثانيا:-

نطالب بإعادة عربات وممتلكات المواطنين المنهوبة فورا، لأهلها وتعويض الخسائر التي لحقت الأبرياء، هذه الحرب بقدر ما أكدت عبثيتها بقدر ما تزداد مآسيها وتتضاعف انتهاكاتها كل يوم، فضلاً عن أنها حرب تدمير تفتقد لأي مبرر أخلاقي

ثالثا:-

سحب ارتكازات القوات من المدن والمناطق السكنية وتقييد حركتها في الولاية في ظل عدم تواجد قوة عسكرية أخرى، فلا قيمة للحديث عن حسم التفلتات في وجود قوات في الأماكن السكنية، فهي مناطق لا وجود فيها لقوات نظامية أو مستنفرين، فلا يوجد مبرر لوجود ارتكازات بين السكان في ظل عدم تواجد قوة أمنية مغايرة في الولاية، ولكي تثبت قيادة الدعم السريع جديتها عليها سحب قواتها من القرى والأحياء السكنية.

رابعاً:

إن انتشار الحرب في الولايات سيحولها حتماً إلى حرب أهلية وهو ما ظللنا نحذر منه منذ اندلاع هذه الحرب في يومها الأول

خامساً:-

وفي المقابل ندعو لإيقاف التحشيد المسلح لأنه بذرة للحرب الأهلية، ولجم خطاب الكراهية فهذه حرب تفتقر إلى المشروعية الدينية والمشروعية الأخلاقية، والمشروعية الوطنية، إنها حرب تدمير شامل للسودان ومقدراته، وحرب فساد في الأرض قال تعالى :” وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ”

بيان حول ما يجري في ولاية الجزيرة

سادساً:-

نناشد قيادات الأنصار ووكلاء الإمام في المناطق المختلفة المشاركة مع القيادات الاجتماعية في تخفيف آثار الحرب والعمل معا لتضميد الجراح ونجدة المنكوبين والتواصل مع المعنيين لإيقاف الحرب ومنع انتشارها

سابعاً:-

ندعو القيادات الدينية من قادة الطرق الصوفية وقيادات الجماعات الدينية ورجال الدين والمؤثرين في المجتمع من كل المكونات إلى عقد لقاء قمة لمحاربة خطاب الكراهية، والمحافظة على النسيج الاجتماعي وتنسيق جهود المكونات المجتمعية كافة لمحاصرة آثار الحرب والعمل على إيقافها

ثامناً:-

نكرر دعوتنا لقيادة القوات المسلحة وقيادة الدعم السريع بإيقاف هذه الحرب والجلوس إلى مائدة التفاوض لإنقاذ ما تبقى من الوطن، فقد بلغ السيل الزبى وأزهقت الأنفس البريئة، وانتهكت الحرمات، وكل هذه الفظاعات ستُسألون عنها أمام الله، فاتقوا الله وأوقفوا هذه الحرب اللعينة، ولا تكونوا كالذين قال الله فيهم:” وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ  وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ  وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ”

بيان حول ما يجري في ولاية الجزيرة

ألا هل بلغت اللهم فاشهد

الأمانة العامة لهيئة شؤون الأنصار

12جمادى الآخرة 1445ه

الموافق:25ديسمبر2023م

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى