عاممقالات الدكتور عبدالمحمود أبو أبراهيم
أخر الأخبار

إدانة واستنكار للعدوان وانتهاكات حقوق الإنسان

دعت الهيئة لإيقاف هذه الحرب فور اندلاعها وحذرت من آثارها الكارثية على الإنسان والبلاد، وبعد مرور أربعة أسابيع نتج عن هذه الحرب العبثية الآتي

بسم الله الرحمن الرحيم

هيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد

الأمانة العامة

إدانة واستنكار للعدوان وانتهاكات حقوق الإنسان

دعت الهيئة لإيقاف هذه الحرب فور اندلاعها وحذرت من آثارها الكارثية على الإنسان والبلاد، وبعد مرور أربعة أسابيع نتج عن هذه الحرب العبثية الآتي:-

أولا: إزهاقُ مئات الأرواح البريئة من المدنيين والعسكريين، وشمل الموت الأطفال والنساء والعجزة والمرضى، والشباب، وبعضهم مات داخل منزله نتيجة لأعيرة نارية طائشة أو بسبب قصف المنازل وهدمها،إن كل هذه الأرواح مسئولية من تسبب في هذه الحرب ومن أشعلها ومن شارك فيها ومن رضي عنها، لقوله تعالى:(( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ))

ثانيا: عدوانٌ على الحرمات، وانتهاكٌ لحقوق الناس، ونهبٌ للأموال العامة والخاصة، وتدميرٌ للمؤسسات الاقتصادية من المصانع والشركات والبنوك ومؤسسات الخدمة، وهيئات توفير المياه والكهرباء، وبصفة عامة كثيرٌ من المرافق الخاصة والعامة أصابها العدوان والخراب والدمار، وهذا فساد نهى عنه الله سبحانه وتعالى:(( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا))

ثالثا: اتخاذ المستشفيات والمنازل والمواقع المدنية ملجأ لطرف من طرفي الحرب، واتخاذ المدنيين دروعا بشرية؛ بل وإجبار كثير من المواطنين إخلاء منازلهم والاستيلاء على سيارات بعضهم، مما يعتبر عدوانا يدخل في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ويدخل في وعيد قوله تعالى:(( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ))

رابعا: لقد طال العدوان دور العبادة من المساجد والكنائس، ولم تسلم مؤسسات التعليم كالجامعات والمدارس والمعاهد، وهي أماكن محرم المساس بها دينا وقانونا؛ بل من مقاصد الجهاد حماية دور العبادة لجميع المتدينين، قال تعالى:((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا))

إن ما حدث اليوم من عدوان على كنيسة مارجرجس في أم درمان وضرب الموجودين فيها واقتحام قسم النساء، ونهب ممتلكات الكنيسة؛ يشير لعمل ممنهج مقصود به إرسال رسالة سالبة لعدة جهات تستهدف التعايش السلمي بين الأديان في بلادنا، وعرقلة أي اتجاه يسعى لإيقاف الحرب

ندين هذا العدوان بشدة ونطالب بالتحقيق لمعرفة حقيقة ما حدث، ومعاقبة من قاموا بذلك

خامسا: هنالك روايات كثيرة عن فظائع ارتكبت، وممارسات يشيب من هولها الولدان، نحث كل قادر أن يوثق هذه الجرائم حتى تتم ملاحقة مرتكبيها بعد انتهاء هذه الحرب لينالوا عقابهم الرادع، قال تعالى:(( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ))

سادسا: بقدر ما أبرزت هذه الحرب قيم أهل السودان السمحة في التكافل والتعاون والنجدة، أفرزت في المقابل ظواهر سالبة قام بها ضعاف النفوس تمثلت في النهب الجماعي، والسلب، والعدوان على الممتلكات العامة والخاصة بالتكسير والحرق والتخريب، مما يدل على الخبث والإجرام الذي تنطوي عليه نفوس من قاموا بهذا الأفعال المشينة، نقول لكل من اعتدى أو نهب أو سرق أو استلم مالا مسروقا أو سلعة منهوبة أن يبادر بإرجاع ما استلمه وإلا إذا أفلت من الملاحقة في الدنيا فسيفضح أمره يوم تكشف السرائر:(( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ))

سابعا: ندين بشدة كل مظاهر العدوان والانتهاكات والفظائع، ونجدد مطالبتنا بإيقاف هذه الحرب اللعينة التي ابتلي بها بلدنا، وأُزْهِقَت جراءها أرواحٌ غالية من مواطنينا، قال تعالى:((وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا  وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا))

اللهم أحقن دماء أهلنا وأطفئ الفتنة التي حلت ببلادنا، فأنت القائل:((كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ))

عبدالمحمود أبّو

الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار

24شوال 1444ه

14مايو2023م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى