عام
أخر الأخبار

بقلم: مولانا:  آدم احمد يوسف

خواطر بقلم مولانا:  آدم احمد يوسف

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم: مولانا:  آدم احمد يوسف

 نائب الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار

قال تعالى:-(ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون*ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين )

أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز:

 لقد خلق الله الإنسان في كبد قال تعالى:- (لقد خلقنا الإنسان في كبد) والإنسان في مسيرة حياته كادحٌ إلى ربه حتى يلاقيه، قال تعالى:-(يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) وآدم عليه السلام أبو البشرية عندما أُنزل على ظهر هذه البسيطة هو وزوجه حواء؛ ظلا يعانيان مشاق الحياة الدنيا وقد كانا من قبل في جنة وارفة الظلال، قال تعالى عنها:-(إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمؤُ فيها ولا تضحى ) إذاً الحياة الدنيا هي دار التعب والنصب، وقد توعد الله عباده المؤمنين بقوله “-(ولنبلُونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك  عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأؤلئك هم المهتدون) وإمامنا المهدي عليه السلام عندما قرأ تلك الآيات التى تشتمل على هذه المحن والإحن لم يطلب من الله أن تزول عنه؛ بل طلب أن يقوي نوره ليهون عليه ذلك؛ حيث قال: اللهم اجعلنا من العارفين لحسن قدرك، الصابرين عليه رجاءً لوعدك ورغبةً في الصلوات والرحمة مع هدايتك، واجعلنا ممن آثر المسكنة لحسن الوعد الدائم عندك، ولا تجعلنا ممن آثر الشئون الفانية مع ذمك، والشهوات الزائلة مع تبعيدها عنك، واجعلنا ممن آثر التقوى والوفاق، والصبر على الشدائد والمشاق، رغبة في دوام القرب والتلاق، و قوِّ نورنا ليهون علينا ذلك، واجعل لنا قوة منك على تحمل مايرضيك، والقيام به رغبة فيما عنك يا قادر يا كريم يا رزاق، وأشرح صدورنا بنور منك يا رب يا رب يا رب مع الإنابة إليك وشدة الإشتياق آمين.

أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز:

 بلادنا منذ يوم السبت ٢٤  رمضان١٤٤٤ه الموافق ١٥ أبريل ٢٠٢٣م حلت عليها حربٌ لعينة راح ضحيتها نفرٌ كريم من أبناء و بنات شعبنا الابيّ. أولاً: نترحم على أرواح هؤلاء الشهداء الأبرياء الذين قضوا نحبهم في حربٍ لا ناقة لهم فيها و لا جمل، حربٌ نشبت من أجل السلطة بين جنرالين متخاصمين.

 أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز:  الحرب دمار الحرب خراب الحرب موت الحرب إزهاق لأرواح بريئة الحرب شر استعاذ منه حتى أهل الجاهلية. قال إمرؤ القيس:

الحرب أول ما تكون فتيةً                  تسعى بزينتها لكل جهول

حتى إذا اشتعلت وشب ضرامُها               ولت عجوزا غير ذات حليل

شمطاءُ ينكر لونها و تغيرت                           مكروةً للشم و التقبيل

الحرب دمار للإنسان وخراب للبلاد وهلاك للزرع والضرع وتكسير للبُنيات التحتية. وقد رأينا بأم أعيننا كيف صارت بلادنا خرابا ودمارا، وتحطم كل شئ وفر الناس زرافات ووحدانا هائمين على وجوههم؛ منهم من قصد الولايات، ومنهم من قصد دول الجوار؛ فأصبحوا نازحين ولاجئين. والحياة صارت جحيما لا يطاق؛ أسعار السلع الضرورية لا يتصورها الإنسان مع انعدام السيولة النقدية، وكل هذا بسبب صراع الكراسي! نقول لهم كما قال القائل:- خذوا المناصبَ والمكاسبَ ولكن خلوا لنا الوطن. ولكن للأسف ضاع الوطن، كنا من قبل نحذر من هذه الصراعات التى تؤدي لدمار وخراب البلاد ولكن حصل الذي كنا نخشاه. وسيظل لسان حالنا يقول :-

بلاداً عشقناها على كل حالةٍ                      وقد يُعشق الشئ الذي ليس بالحسن

وقد تُستطاب الأرضُ لا هوى بها                         ولا ماءُها عذبٌ ولكنها وطن

حب الاوطان من الإيمان:

  احبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز: يقول الله عز وجل:-(ادعوني أستجب لكم) وكما يقول فقهاؤنا، واجب الوقت التضرع لله. فآدم عليه السلام حينما اقترف الخطيئة هو و زوجه حواء:-( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) .

و نوح أبو البشريه الثاني قال عنه تعالى:-(و نوحاً إذ نادى من قبلُ فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم، و نصرناه من القوم الذين كذبوا بآيتنا إنهم كانوا قوم سوءٍ فأغرقناهم  أجمعين) و إبراهيم أبو الأنبياء دعا ربه قائلاً:-(الحمد لله الذي وهب لي على الكِبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء، رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دُعاء) و رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  وعلى إخوته رُسل الله الأولين. عندما حزبه الأمر في الطائف دعا دُعاءً طويلاً والذي ابتدأه بقوله: ((اللهم إليك أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس..)) إلي اخر الدعاء الطويل وكذلك يوم بدر كان دُعاؤه طويلاً وفيه إلحاح شديد حتى سقط رداؤه من على كتفه،  فالتزمه الصديق رضي الله عنه وقال له إن الله منجز لك ما وعدك يا رسول الله. عليه أحبابي إن واجب الوقت هو الدعاء لخلاص بلادنا؛ فالله هو مسبب الأسباب ومجري السحاب، ورازق العباد وكاشف الكرب. (ربنا أكشف عنا العذاب إنا مؤمنون) ونناشد الطرفين المتحاربين أن يوقفوا الحرب ونقول لهم لا للحرب لا لموت الأبرياء، لا لإرعاب الأطفال،  لا لدمار البُنيات التحتية، إتقوا الله الذي إليه تحشرون.( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) وتذكروا قوله سبحانه وتعالى:-(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئا وإن كان مثقال حبة من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين)

نحن هنا نتقدم للجميع برفع شعار لا للحرب، و ندعو الجميع للسلام . اللهم ارفع عنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن . قال تعالى ( ربنا أكشف عنا العذاب إنا مؤمنون )

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى