الأحداث

نداء لقادة حزب الأمة القومي

نداء لقادة حزب الأمة القومي

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى:(( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا))
لا يفوت عليكم عِظَمَ المأساة التي تعيشها بلادنا بسبب الحرب اللعينة وما خلفته من آثار كارثية على الإنسان والوطن والزرع والضرع وكل مظاهر الحياة
ولا يغيب عنكم أن حزب الأمة أُسِّسَ بنيانه على مجاهدات سلفنا الصالح الذين كان هدفهم نصرة الدين وتحرير الوطن وإعلاء كرامة الانسان
وتعلمون أن اسم حزب الأمة جاء معبرا عن الأمة السودانية بكل مكوناتها وثقافاتها ومعتقداتها، ويلخص ذلك الشعار الخالد الذي رفعه الإمام عبدالرحمن المهدي:”لاشيع ولا طوائف ولا أحزاب؛ ديننا الإسلام ووطننا السودان” وهو شعار لا ينفي التنوع وإنما ينفي التعصب
ولا يفوت عليكم أن الحزب يضم السودان بتنوعه الاثني والثقافي والجغرافي والجِيلي، وهو تنوع مفيد للإثراء وللنظر الشامل، وقيمة الشورى في تنوع الآراء للوصول إلى الصورة الكاملة
إن التصدي للعمل العام في كل مجالاته يتطلب استصحاب كل الآراء، وسعة الصدر، واستبعاد الاستلطاف الشخصي؛ فالجميع شركاء بالتساوي ولا يتفاضلون إلا بعطائهم وقبول الناس بهم، وهذا ما تقرره المؤسسة وفق الضوابط واللوائح المجازة
الواقع، وتسارع الأحداث، والتهجير القسرى، وغيرها من العوامل فرضت على الجميع أن يجتهدوا، كل حسب ما تيسر له، ولذلك تباينت المواقف ليس تخليا عن المبادئ، ولا تنكرا لما اتفق عليه، ولا تجاوزا للمؤسسات، ولا إقصاء لأصحاب الحق؛ وإنما مواكبة للأحداث وتعاملا معها بما يتطلبه الموقف
معظم أهل السودان والأصدقاء في المنطقة والعالم يتطلعون إلى حزب الأمة ليقوم بالدور المنتظر منه وهو مؤهل لذلك بطبيعة تكوينه وإرثه الوطني والفكري وتمدده في ربوع السودان، فحزب الأمة بوحدة كلمته وتفعيل مؤسساته واستصحاب القيم الراسخة التي صاحبت مسيرته، قادر على تلبية طموح شعبه وأصدقائه
أناشدكم باسم الملايين من الجماهير الصابرة الصامدة الممتحنة أن تُغلقوا كل الثغرات التي تعمق الخلافات، وأن تعتبروا ما تم في كل مظاهره تمرينا للممارسة الديمقراطية، وأن تبدأوا صفحة جديدة قوامها الآتي :-

أولا:-
التصافي والتعافي والتجاوز واستحضار المحبة التي تميز بها كياننا، والتماس العذر لبعضنا على قاعدة:”التمس لأخيك سبعين عذرا فإن لم تجد فلم نفسك”

ثانيا:-

تفعيل المؤسسات حسب ما تسمح به الظروف، بمشاركة جميع الأعضاء الذين تمكنهم ظروفهم من المشاركة، وعرض كل ما تم عليها لإجازته واستكمال الناقص وتدارك أوجه القصور، ليدعم الجميع المواقف والبرامج والخارطة السياسية المتفق عليها والمجازة من المؤسسة

ثالثا:-
اعتماد منهج الشورى في كل ما يستجد من أحداث مهما صغرت أو عظمت، مع إعطاء مساحة للقيادة للتحرك في حدود التفويض لمواكبة الأحداث، وإطلاع المؤسسات أولا بأول بما تم، إحياء لمنهج الحقاني في هذا المجال

رابعا:-
توفيقا بين المؤسسية والفاعلية ونظرا لتجاوز المؤسسات لمددها الدستورية لعوامل معروفة؛ المطلوب استصحاب الكوادر المتخصصة والمنتشرة والمؤهلة واسناد مهام لها عبر ملفات محددة تساعد المؤسسات على إنجاز مهامها

خامسا:-
توجيه كافة منابر الرأي والمجموعات الاسفيرية التابعة للحزب والنشطاء بإعلاء خطاب وحدة الكلمة وجمع الصف، والتعاون بين الجميع لدعم الموقف المتفق عليه، والابتعاد عن كل مفردات سوء الظن وتعكير الأجواء على قاعدة “وقولوا للناس حسنا”
سادسا:-
الاهتمام بالجانب الإنساني وتوجيه الأحباب والأصدقاء والمنظمات لتكثيف الجهود وتقديم الدعم للمحتاجين، فالوضع الإنساني كارثي فالاهتمام بتخفيف المعاناة واجب ديني ووطني وأخلاقي ” وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ)

محبكم في الله :عبدالمحمود أبّو
الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار

الجمعة :21 ذوالقعدة 1445ه
الموافق 31 مايو2024م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى