الخطب
أخر الأخبار

خطبة عيد الفطر المبارك للعام الهجري ١٤٤٤هـ الموافق ٢١ أبريل ٢٠٢٣م

خطبة عيد الفطر المبارك للعام الهجري ١٤٤٤هـ الموافق ٢١ أبريل ٢٠٢٣م

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة عيد الفطر المبارك للعام الهجري ١٤٤٤هـ الموافق ٢١ أبريل ٢٠٢٣م

التي ألقاها الحبيب الشيخ/ عبدالله حسين (عزّلو)

بمسجد الإمام عبدالرحمن المهدي بودنوباوي_الهجرة

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله معيد الجمع والأعياد، ومبيد الأمم والأجناد، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا مضاد، وأشهـد أن محمدًا عبده ورسوله المفضل على جميع العباد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد، وسلم تسليمًا.

أَحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز:

هَذَا يَوْمُ عِيدٍ سَعِيدٍ، يَوْمُ تَكْبِيرٍ وَتَهْلِيلٍ وَتَحْمِيدٍ، تَهْنَأُ فِيهِ النُّفُوسُ المؤمنة العاملة المخلصة بِالْأُجُورِ الْمُضَاعَفَةِ، وَالْحَسَنَاتِ الْمُبَارَكَةِ، فَنَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهِ عَلَى مَا يَسَّرَهُ مِنْ إِكْمَالِ طَاعَتِهِ، وَإِتْمَامِ عِبَادَتِهِ، عَمَلًا بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة : 185]. فَنَشْكُرُهُ سُبْحَانَهُ أنْ أَمَرَنَا بِالصِّيَامِ فَصُمْنَا، وَدَعَانَا إِلَى الْقِيَامِ فَقُمْنَا، ثُمَّ خَرَجْنَا فِي هَذَا الْيَوْمِ السَّعِيدِ لِصَلَاةِ الْعِيدِ، طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَى وَاقْتِدَاءً بِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، تُكَبِّرُ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَانا وَتَشْكُرَهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنا.

أَحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز:

 فَقَدْ شَرَعَ الله لَنَا الْعِيدَ مَوْسِمًا لِلْخَيْرَاتِ وَالطَّاعَاتِ، وَالتَّزَاوُرِ وَتَوْطِيدِ الْعَلَاقَاتِ، وَالتَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَزِيَارَةِ الْأَهْلِ وَالْجِيرَانِ، ومواساة المحتاجين، وَهَذَا شُكْرٌ عَمَلِيٌّ، وَاسْتِجَابَةٌ لِمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ، وَحَثَّنَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فالعيد مُنَاسَبَةٌ لَنَا لِتَأْكِيدِ قِيَمِنَا، مِنْ صِدْقِ حَدِيثٍ، وَصَفَاءِ تَعَامُلٍ، وَوَفَاءِ وَعْدٍ، وَحِفْظِ وُدٍّ، وَحُسْنِ عَهْدٍ، وَتَمَامِ تَوَاضُعٍ، وَمَحَبَّةِ الخير للناس أَجْمَعِينَ.

أحبابي في الله: إِنَّ إِعْلَاءَ الْقِيَمِ الْأَخْلَاقِيَّةِ، والتَّعَاوُنَ بين الناسِ على البرِ والتقوى والنهي عن الإثم والعدوان من المبادئ التي دعت إليها تَعَالِيمُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، فقد بَعَثَ اللَّهُ الْأَنْبِيَاءَ كُلَّهُمْ بِإِقَامَةِ دين الإسلام وَالْأُلْفَةِ وَالْجَمَاعَةِ وَتَرْكِ الْفُرْقَةِ وَالْمُخَالَفَةِ، وَأَكَّدَ عَلَى ذَلِكَ الْقُرْءانُ الْكَرِيمُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى : 13]. وَالنَّاسُ العاملونَ بهذا، وَجَدُوا فِيِ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى طُمَأْنِينَةً لِنُفُوسِهِمْ، وَغِذَاءً لِأَرْوَاحِهِمْ، وَإِيقَاظًا لِعُقُولِهِمْ، وَاحْتِرَامًا لِكَرَامَتِهِمْ، وَإِعْطَاءَ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، مع ما يَـحُثُّ الدِّينُ عَلَيْهِ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوحد صفوفنا ويرفع رايتنا ويؤلف بين قلوبنا، وأن يجعل عِيدَنَا هَذَا عِيدًا سَعِيدًا، وأن يرزُقْنَا شُكْرَ نِعَمِه، وَيوَفِّقْنَا لِطَاعَتِه، وَطَاعَةِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم.

الخطبة الثانية

الحمد لله القائل( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ))

 والقائل:- “من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ”

والقائل :- “و لا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون”

والصلاة والسلام على نبي الرحمة القائل(طوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر))

أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز

وقع المحظور، وانتقل العنف في القول إلى العنف في الأفعال، وهو نتيجة طبيعية لتكوين جيوش متعددة تختلف عقيدتها العسكرية وتتعدد قياداتها، وهي من مخلفات الإنقاذ التي عملت بتخطيط على إقامة جيش بديل للقوات المسلحة السودانية، فأنشأت قوات الدفاع الشعبي وقوات الأمن الشعبي، وحرس الحدود وكتائب الظل والدعم السريع الذي سمي الرئيس المخلوع قائده حمايتي

لقد ذكرنا في خطبة عيد الفطر الماضي أسباب تشوه الفترة الانتقالية ومنها مخاوف المكون العسكري التي أغفلها المكون المدني، حيث تراكمت تلك المخاوف وغذتها المطامع فتحولت إلى فقدان الثقة بين قيادتي القوات المسلحة والدعم السريع وأدت إلى هذا النزاع المسلح بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي أحالت فرحة العيد إلى حزن خيم على الأسر السودانية حيث فقدت أبناءها في صراع هو صراع مصالح وليس صراعا من أجل الوطن

أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز

الحرب موت، الحرب خراب، الحرب دمار، الحرب هلاك.

إننا في هذا العيد الحزين نقول الآتي

أولاً: ندعوا لإيقاف هذه الحرب فوراً والفصل بين القوات

ثانياً: نترحم على أرواح الشهداء ونسأل الله الشفاء العاجل للجرحى والمصابين

ثالثاً: تكوين حكومة مدنية من أهل الكفاءة والخبرة تتولى إدارة الدولة لتحقيق مهام محددة في الجانب الأمني والعسكري(التحقيق في الإتهامات المتبادلة لمعرفة الجهة التي بدأت الحرب، وتكوين مفوضية قومية لإزالة التشوهات التي ألصقت بالقوات المسلحة ووضع جداول زمنية لبناء قوات مسلحة وطنية موحدة بدمج كافة القوات فيها بعقيدة واحدة تلتزم بما يقرره الشعب السوداني وتعمل على حماية إرادته

رابعاً: في الجانب المدني تستكمل الحكومة المقترحة مهام الفترة الإنتقالية حتى قيام إنتخابات حرة ونزيهة

خامساً: دعوة القوى السياسية لتجاوز خلافاتها وتوحيد جهودها لحماية الوطن من التمزق والمحافظة على مقدراته

سادساً: هذه الحرب كشفت هشاشة الدولة وخطورة وجود قواعد عسكرية في المدن، لا بد من التفكير الجاد لبحث إخراج القواعد العسكرية خارج المدن، كذلك مراجعة منصب القائد العام للقوات المسلحة الذي كان سببا رئيسيا في الصراع والاستعاضة عنه بقيادة الأركان المشتركة كما هو الحال في كثير من البلدان مع خضوع قرار إعلان الحرب للقيادة السياسية

سابعا: منذ يوم السبت ١٥ أبريل الجاري اندلعت هذه الحرب اللعينة و مازالت مستمرة حتى يومنا هذا و لا أحد يعلم متى تضع أوزارها.

 واجب الوقت أن يتضرع الجميع لله مسبب الأسباب و من ثم مناشدة المتحاربين أن يتقوا الله فى عباده وأن يراعوا حرمة دماء الأبرياء.

نسأل الله أن يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحقن دماء أبناء شعبنا، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الميامين. وارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ السابقين الأولين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْعِيدَ عَلَيْنَا سَعَادَةً وَتَلَاحُمًا، وَطُمَأْنِينَةً وَتَرَاحُمًا، وَهَنَاءً وَتَبَسُّمًا، وَوَفَاءً وَسَلَامًا، وَمَحَبَّةً وَوِئَامًا، وَبَهْجَةً وَرَخَاءً، وَاجْعَلْنَا مِنَ الْبَارِّينَ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، الْمُكْرِمينَ زَوْجَاتِهِمْ وَأَخَوَاتِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ، اللَّهُمَّ أَدْخِلِ السُّرُورَ عَلَى قُلُوبِهِنَّ وَأَسْعِدْهُنَّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْوَاصِلِينَ أَرْحَامَهُمْ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا من المؤمنين.

أَعَادَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الْعِيدَ عَلَيْنا بِالْخَيْرِ واليُمن وَالْبَرَكَاتِ.

 وَكُلُّ عَامٍ وَأَنْتُمْ بِخَيْرٍ.

وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى