الأحداث

الشيخ علي جمعة مفتي مصر السابق يكتب عن راتب الإمام المهدي عليه السلام

الشيخ علي جمعة مفتي مصر السابق يكتب عن راتب الإمام المهدي عليه السلام

الشيخ علي جمعة مفتي مصر السابق يكتب عن راتب الإمام المهدي عليه السلام الآتي
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين خاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبد الله سيد الكائنات، الأسوة الحسنة، والإنسان الأتم الكامل الرباني، نور من الله -سبحانه وتعالى- يهدي الله لنوره من يشاء وهو السميع العليم.


هذا راتب الإمام المهدي -عليه السلام- مناجاة لرب العالمين، جمع فيها ما ورد عن سيد الخلق أجمعين، وأضاف إليها ما نسب إلى الصالحين، وما أفاض الله به عليه من الفتوح ومن الكشف المبين، هذه المناجاة تبين للمسلمين كيف يخاطبون ربهم، وكيف يعبدون الله الواحد الأحد الفرد الصمد، هذه المناجاة والتي تسمى براتب الإمام المهدي، نموذج وُضع من أجل أن يحتذى به، كلام من كلام الأكابر من الأنبياء والصديقين والصالحين والمقربين، يأتي ويقول هذا الدعاء الذي يسبق المسبعات، والمسبعات أشار إليها أبو طالب المكي في كتابه الماتع (قوت القلوب) ثم أشار إليها الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه الجامع المانع (إحياء علوم الدين) وتسمى بالمسبعات الخضرية- بكسر الضاد- منسوبة إلى سيدنا الخضر الذي ذكر الله حكايته مع سيدنا موسى -عليه السلام- في سورة الكهف، والخضر على ما هو راجح عند المحدثين ما زال يحيا هذه الحياة التي يوازن بها الله سبحانه وتعالى بينها وبين حياة المسيح الدجال، الضال عن طريق الله، هذه الحياة التي في المقابل منح مثلها لإبليس ولكن إبليس من أهل الشر والخضر من أهل الخير.


والمسبعات هي أن تقرأ الفاتحة سبع مرات، ثم المعوذتين كل واحدة منها سبع مرات ثم الإخلاص سبعا، ثم الكافرون سبعا، ثم آية الكرسي سبعا ثم بعد ذلك تقرأ الباقيات الصالحات “سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبعا، ثم تقرأ الصلاة الإبراهيمية التي نذكرها في صلاتنا” اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد”، ثم اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين وللمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات سبعا، ثم اللهم افعل بي وبهم عاجلا وآجلا في الدين والدنيا والآخرة ما أنت له أهل، ولا تفعل بنا يا مولانا ما نحن له أهل، إنك غفور حليم جواد كريم رؤوف رحيم سبعا، وهذه العشرة تسمى بالمسبعات العشر الخضرية؛ لأنها قد وردت بطريق مسند إلى سيدنا الخضر علمه إياها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخبر بذلك سيدنا الخضر.
هذه المناجاة وتلك الأدعية تجعلك في أنس مع الله، وتجعلك في حال أقرب ما يمكن أن نقوله أنه حال ترقٍّ في طريق الله سبحانه وتعالى، نقرأ فنزداد رقيا وقربا من الله سبحانه وتعالى.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها وأن يجازي كل من كان سببا في نشر هذا المجموع المفيد، وهذا الدعاء الطيب، وهذه المناجاة الصديقية التي تسبب الأنس للعباد، نسأل الله أن يجازيه عنا كل خير ونسأل الله أن ينفع به كل العباد، ونسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.


وكتب:أ.د.علي جمعة

عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وشيخ الطريقة الصديقية العلية.
27 ربيع الأول1445ه
12أكتوبر 2023م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى